ما هو إضطراب الأفازيا ( العى )
تعبر اللغة عن شخصية الإنسان ، ولذلك تعد اللغة من أهم ما يميز الإنسان عن غيره من الكائنات الحية، وتتلخص أهميتها في كونها الوسيلة التي يستطيع الإنسان من خلال إيصال أفكاره و مشاعره و تجاربه للاخرين من حوله، وأيضا الحصول على المعلومات ممن حوله، فالتواصل بين الأفراد يعد من أهم ما يربط بين أبناء المجتمع بعضهم ببعض
ولذا في هذا المقال سنتناول مشكلة من المشكلات التي تعوق استخدام اللغة بالشكل الصحيح وهو إضطراب الأفازيا وهو أحد إضطرابات اللغة والذي يعاني منه عدد غير قليل من الاشخاص حول العالم
تعددت التعريفات الخاصة بإضطراب الأفازيا نستخلص منها ما يُعرف تعد إضطراب الأفازيا بأنه إضطراب لغوي مُكتسب نتيجة لإضطراب عضوي عصبي والتي غالبا ما يُصيب النصف الايسر من المخ ويؤدي إلي فقدان المهارات اللغوية بعد إكتسابها، مما يؤدي بالتالي إلي صعوبات في تفسير و صياغة الرموز اللغوية
ويمكن تعريف العى (الأفازيا) أيضا بإنه إضطراب في بعض أو كل المهارات اللغوية المنطوقة أو المكتوبة، الناتجة عن إصابة مناطق معينة في المخ والمسؤولة عن هذه الوظائف وتلك المهارات
وهناك من يُعرف إضطراب العى (الأفازيا) بأنه مصطلح عام يشير إلي وجود إضطراب أو خلل أو ضعف في إحدي جوانب اللغة أو أكثر ينتج عنه صعوبات في استيعاب و إنتاج اللغة الشفهية أو الكتابية، و التي من الممكن أن تظهر في شكل صعوبات في فهم الكلام و إخراجه أو على شكل صعوبات في القراءة أو الكتابة
ولذا نجد أن الأفازيا تكون نتيجة إصابة وتلف في المراكز المسؤولة عن اللغة والتي غالبا ما تكون في النصف الأيسر من المخ في معظم الناس، ولكن أحيانا تحدث نتيجة خلل في الجانب الايمن من المخ وهي حالة نادرة الحدوث، تحدث عندما يكون النصف الأيمن من المخ يكون هو السائد من حيث اللغة لدي هؤلاء الأفراد
 |
| ما هو إضطراب الافازيا |
نسبة الحدوث
يعتبر إضطراب الافازيا أكثر شيوعاً لدي كبار السن عنه في البالغين الأصغر سناً، حيث نجد أن 15% من الافراد دون سن 65 يعانون من فقدان القدرة علي الكلام بعد الاصابة بالسكتة الدماغية الاولي، وتزيد هذه النسبة إلي 43% بين الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 85 عاماً فما فوق
أما فيما يتعلق بنسبة حدوث إضطراب العي ( الافازيا ) بين الرجال و النساء فلا توجد اختلافات هامة أو ذات دلالة تشير إلي ارتفاع نسبة الاصابة بالافازيا للرجال عنه في النساء أو العكس
ولكن هناك دراسات تُشير إلي وجود اختلافات في طبيعة نوع الافازيا في النساء عنه في الرجال، فعلي سبيل المثال تحدث أفازيا Wernicke و أفازيا Global للنساء اكثر من الرجال، كما نجد أن نسبة اصابة الرجال بافازيا Broca أعلي عن النساء
أسباب حدوث إضطراب الافازيا
تتعدد تتنوع الاسباب المؤدية لإضطراب الافازيا حيث نجد العديد من الأبحاث و الدراسات الطبية والنفسية والتربوية تشير إلى أن أسباب حدوث إضطراب الأفازيا تختلف بإختلاف الاعمار و البيئة التي يوجد بها المريض، مدي شدة الإصابة به ومن أهم تلك الأسباب الآتي
1. السكتات الدماغية:
تُعد السكتات الدماغية أكثر الاسباب المؤدية إلي فقدان اللغة المُكتسبة وأكثر الأسباب االرئيسية للإعاقة طويلة الأجل، حيث نجد أن السكتة الدماغية تؤثر علي تدفق الدم إلي الدماغ، وبشكل عاك في منطقة بروكا أو فيرنيك والتي يتم تغذيتها بواسطة الشريان الدماغي الأوسط
وتتعدد أنواع السكتات الدماغية حيث يوجد نوعين من السكتات الدماغية وهما
- السكتة الدماغية (الجلطات): الجلطة عبارة عن مجموعة من مواد الدم االتي تمنع تدفقه، وقد تحدث نتيجة انتقال كتلة من حطام شرياني أوكتلة من الانسجة من ورم إلي شريان أصغر بالتالي يمنع تدفق الدم للمخ بالتالي تحدث السكتة الدماغية
- السكتات الدماغية النزيفية: تنتج عن نزيف في المخ بسبب تمزق إحدي الأوعية الدكوية داخل الجمجمة مما يؤدي بدوره إلي تلف أنسجة المخ المحيطة، وقد تكون التمزقات داخل الدماغ أو خارج الدماغ
توجد عوامل تؤثر في حدوث نسبة السكتات الدماغية ومنها:
- العمر : حيث تزيد نسبة حدوث السكتات الدماغية مع التقدم في العمر حيث نجد أن ثلثي السكتات الدماغية تحدث بعمر 65 فأكثر
- النوع : حيث نجد أن الرجال أكثر عرضة للسكتات الدماغية من النساء
- الأمراض المزمنة : مثب أرتفاع ضغط الدم ومرض السكري و أمراض القلب
- التدخين : يؤدي كثرة التدخين إلي تلف ة تضييق في الأوعية الدموية في الدماغ كما يؤدي إلي أرتفاع ضغط الدم
- النظام الغذائي وارتفاع الكوليسترول في الدم
- السنمة و زيادة الوزن
- عدم ممارسة الرياضة
2. إصابات الرأس و الحوادث
3. الإصابات اثناء العمليات الجراحية
4. أورم في المخ أو داخل الجمجمة
5. إصابة المخ بالأمراض المعدية سواء البكتيرية أو الفيروسية
أعراض و علامات إضطراب الافازيا
تختلف أعراض وسمات إضطراب الأفازيا لدي المصابين من حيث شدته و تأثيره علي التواصل اعتمادا علي عدة عوامل مثل موقع وحجم الإصابة و الضرر الذي تسببت به ومن أهم الأعراض لإضطراب الأفازيا
1. صعوبة في التعبير اللفظي
2. صعوبات في الحساب
3. خلل في الإطار اللحني للكلام
4. خلل في الفهم السمعي تشمل عدة مظاهر منها:
- صعوبة في فهم الكلام المنطقة
- الإجابة علي أسئلة نعم و لا إجابات خاطئة
- صعوبة شديدة في متابعة الكلام السريع
- الافتقار الي الوعي بالأخطاء
5. صعوبات في مهارات الكتابة وتشمل عدة مظاهر منها:
- صعوبة في نسخ و كتابة الحروف و الكلمات و الجمل
- القدرة علي كتابة كلمات منفردة فقط
- استخدام قواعد للغاية غير صحيحة أثناء الكتابة
6. صعوبات في القراءة وتشمل عدة مظاهرمنها:
- صعوبة في فهم المواد المكتوبة
- صعوبة في التعرف علي بعض الكلمات عن طريق البصر
- عدم القدرة علي نطق بعض الكلمات صعوبة في قراءة حروف الجر مثل من ، عن ، الي ، في ، علي
- استبدال الكلمات المرتبطة ببعض من حيث المعني مثال علي ذلك قراءة كلمة أريكة بدل من سرير
التقييم المبدئي لإضطراب الأفازيا
يعتبر التقييم المبدئي خطوة أولية مهمة تساعدنا في تحديد إذا كنا نحتاج إلي مزيد من التقييمات و الفحوصات، ورغم ذلك يجب ألا تحل هذه الخطوة محل الأختبارات التشخيصية و الملاحظات المُوسعة الخاصة بالمريض لأنها لا تقدم وصفاً دقيقاً لشدة إضطراب الأفازيا و نوعه و سماته
ويجب علي القائم بالتقييم المبدئي الأخذ في الاعتبار الإختلافات الفردية مثل اليد المُفضلة للمريض و ثنائية أو ازدواجية اللغة في حالة إذا كان المريض يتحدث أكثر من لغة ، يتضمن التقييم عدة جوانب أساسية منها
- تقييم مهارات الكلام و اللغة إلي جانب مهارات القراءة و الكتابة
- تقييم مهارات اللغة التعبيرية و الاستقبالية في اللغة المنطوقة و المكتوبة عبر مجموعة من متنوعة من السياقات علي سبيل المثال المهارات الإجتماعية و التربوية والمهنية بإستخدام طرق منهجية وشبه منهجية وغير رسمية
- تقييم عينة من كلام المريض سواء أثناء تبادل الحديث معه بشكل مباشر أو من خلال تسجيل عينة من كلامه ،حيث يعد التسجيل هام لأنه يتسح ببمُقيم فرصة التعرف علي الطرق التواصلية للمريض وكلامه أثناء الحياة اليومية وفي ظل الظروف الطبيعية بالمنزل ، كما يتيح فرصة للتعرف علي أستجابة أفراد الاسرة للطرق التي يستخدمها المريض للتواصل فيستطيع حينها القائم علي التقييم توجيهم و تصحيح الطرق التي يستخدمونها إذا لزم الأمر ولذلك يجب أن تشمل عملية تحليل الكلام التالي :
- الحكم علي قدرة المريض علي التعبير بشكل صحيح ونطق الاصوات بشكل صحيح ، لاستبعاد وجود أي تأثر لحركة جهاز النطق وبرمجة الكلام مُصاحبة للأفازيا
- التحقق من عدم وجود أي مشاكل في استرجاع الكلمات وتذكرها
- تحليل المهارات الروائية كسرد قصة و الكشف عن الأخطاء النحوية لديه
كما توجد بعض الاعتبارات المهمة أثناء تقييم المرضي الذين يعانون من فقدان القدرة علي الكلام ومن أهم تلك الاعتبارات
- ضرورة تحديد إذا كان المريض يعاني من إعاقة في الحركة وبرمجة جهاز النطق
- وصف طبيعة وخصائص وشدة هذا الإضطراب
- وصف التأثير الوظيفي لإضطراب اللغة علي المريض
- وجود ضعف أو إضطراب في القدرات السمعية لدي المريض
- تحديد اللغة التي يتحدث بها المريض قبل وبعد حدوث الإصابة
- مراعاة الاختلافات الثقافية و اللغوية بين المرضي
- مدي ضعف الإدراك ، والانتباه أو الذاكرة لدي المريض
- وجود عجز في حدة أو مجال البصر
- حدوث إعاقات في القدرة الحركية علي سبيل المثال وجود شلل لدي مريض الأفازيا
- الحالة النفسية و الاضطرابات المزاجية علي سبيل المثال علي يعاني المريض من الاكتئاب أو القلق أو الخوف
- إذا كان المريض يرتدي نظارات طبية أو سماعات يجب علي القائم بالتقييم التأكد من أن المريض يرتديها ثناء التقييم ويجب توثيق ذلك في تقرير التقييم
- توصيات للتدخل وإرشادات لأفراد الأسرة
 تعبر اللغة عن شخصية الإنسان ، ولذلك تعد اللغة من أهم ما يميز الإنسان عن غيره من الكائنات الحية، وتتلخص أهم…){kind=link}
تعليقات
إرسال تعليق